( رمضان وإخوانه )

أوله رحمه و أوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
هذا رمضان قد انتصف وأوشك أن يأذن هلاله بالرحيل ويا لها من أيام طيبة وجليلة فرمضان هو الشهر الوحيد الذي تجد فيه ترابطا وتلاحما بين المسلمين لا يلاحظ تواجده في بقية الشهور الأحد عشر الأخرى ففي جميع أركان الدين الخمس( بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ) حديث شريف تجد الصيام في شهر رمضان يؤلف بين قلوب وشخوص المسلمين ، فالشهادة وهي ما يعبر عنها بالذكر ( فاذكروا الله ) يكثر المسلمون منها في هذا الشهر الطيب على خلاف بقية الشهور وينبع الذكر في أغلب أوقات الشهر وكذا قراءة القرآن من القلب ومن الوجدان ، وفي الصلاة تجد المساجد قد امتلأت عن آخرها وخرجت صفوفها تزاحم الناس في الطرقات ، وكذلك ينسحب هذا الأثر على الخشوع في الصلاة فتجد الصلاة نفسها قد اختلف طعمها وعني بخشوعها كل مسلم صائم ، هذا عن الصلاة أما الزكاة فحدث ولا حرج ففي هذا الشهر المبارك تجد الصدقات والزكوات قد زاد إخراج المسلمين لها فمن كان له مال أخرج زكاته غالبا في هذا الشهر ومن كان له تجارة فضل أن يخرج زكاتها أيضا في أيام شهر رمضان ، ناهيك عن وجوب زكاة الفطر في شهر رمضان وقبل أن يصلي المسلمون صلاة عيد الفطر ، أما عن الحج فإن كان الحج له ميقات غير ميقات شهر رمضان فإن المسلمون لم يعدموا حيلة في جعل أفضل العمرة هي عمرة شهر رمضان وهي فرصة لأداء الصلوات والتزكي في أحضان البيت العتيق وفي روضات مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهكذا نرى أن لرمضان مردود طيب وعميق على كل عبادة من العبادات التي عدها الإسلام ركنا من أركانه الخمس هذا بخلاف تأثير هذا الشهر على القسم الثاني من الدين وهو المعاملات والأخلاق ، وهو ما سيكون حديثي في المرة القادمة إنشاء الله .
طاهر

السلام عليكم ورحمه الله
جزاكم الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتكم